19/12/2023
الفيلسوف والعالم والجاهل..
كان أحد المتفلسفين وصديقه الذي يسمي نفسه بالعالم، في رحلة برية ترفيهية، ويرافقهم سائق السيارة الذي لم يكمل تعليمه، وفي الطريق بعد المساء تعطلت بهم السيارة.. مما اضطرهم للتوقف، وبما أن الوقت أصبح ليلاً، قرروا أن يناموا حتى الصباح، فقاموا بنصب خيمة على جانب الطريق ليناموا تحتها.
وفي منتصف الليل صحوا جميعاً من النوم على إثر صوت وحركة غير عادية حولهم، لكنهم لم يروا شيئاً.. وهنا قال الفيلسوف وهو مستلقٍ على ظهره ناظراً للسماء: أنظر ياصديقي العالم لهذه النجوم التي لاحصر لها .. ماذا تعني لك؟
قال العالم: فلكيًا .. معنى هذا أن هناك ملايين الشموس وحولها ملايين الكواكب، ومن السهل أن توجد حياة أخرى مثل حياتنا على هذه الكواكب.
قال الفيلسوف : بل أنا أرى ذلك من ناحية فلسفية وفكرية .. حيث أن السماء سوداء جدًا مع نجوم بيضاء ساطعة فيها.. فهذا يعني أن اللون الأسود يوحي بالعمق والتشاؤم، على عكس النجوم التي توحي بالأمل، وهذا معناه توازناً وطمأنينة في النفس..
ثم التف الى السائق الأمي وقال: دعنا الآن نرى رأي هذا الجاهل الأمي، ما رأيك ياهذا بمنظر النجوم؟
نظر الجاهل للأعلى وقال : بما أننا نرى النجوم، فهذا معناه أنه لاتوجد خيمة فوقنا .. وأن هناك من سرقها ..